لماذا أحب مصر؟

هذه المرة سأكون ناقل لمقال شدني لدرجة شعرت معه إنني السائل والكاتبة الاماراتيه عائشة سلطان هي التي وجهت لها سؤالي  لانها كتبت مقال من القلب في حب مصر جاء فيه:

عندما يسألني أحدهم ماذا تحبين في مصر، أو لماذا تحبين مصر؟ كان يبدو لي السؤال غريباً أو كأنه لا يصح طرحه ، فأنا لا أتصور أن هناك من لا يحب مصر، مع ذلك فلا بد أن نحفظ لكل شخص حقه في السؤال والمخالفة ، فهذا مما تقتضيه حرية الاختلاف، أما لماذا أحب مصر؟ فالحب إن لم يكن له تفسير فإن له تفصيلاً ، ذلك أن عين المحب لا ترى النواقص، ولا تظهر السيئات عادة، أما قلبه المخلص فيراها، ويتمنى ألا تكون!

من معجزات التعبير أن يصف المصريون بلادهم بأنها «أم الدنيا»، وهي كذلك فعلا، فمصر طبقات بعضها فوق بعض من الجغرافيا إلى التاريخ، فالثقافة والسياسة ، خمسة أو سبعة آلاف سنة من الحضارة، من الشواهد والأوابد والعجائب، الأهرامات وأبو الهول والكرنك والملك رمسيس وكليوباترا والتوحيد وإخناتون وآمون، والمومياوات وأسرار التحنيط ، ومكتبة الإسكندرية والنيل العظيم ، وعدد لا يحصى من الدول والشعوب والحضارات تتالت، واستقرت وتولت وبقيت مصر.

مصر،  القدرة على تخليق الرموز والأساطير، واحتراف صناعة التاريخ كل يوم، وإنتاج النكتة الطازجة، وروح الفكاهة التي كرغيف ساخن، مصر الثورات والشهداء وأبطال العبور ، وانتصار 6 اكتوبر ، ورجال الفن والزعماء والثوار والشعراء والحكائين والروائيين، مصر الإرادة الحرة، التي واجهت الحملات والغزوات والمستشرقين.. كل هذا واضح وجلي، يمكنك أن تراه وتقف أمامه وتنهل من مخزونه.

ومصر الفقراء والفلاحين والبيروقراطيين والبشوات والنبلاء والارستقراطيين، التناقضات والعشوائيات، الزمالك وجاردن سيتي، وشارع المعز، والحسين والسيدة زينب والجمالية والدرب الأحمر، ووسط البلد، والاسكندرية والصعيد واسوان والاقصر  التاريخ والمعابد ، والسد العالي ،والسويس ، وسيناء ، وطنطا والسيد البدوي والرفاعي ، مصر الأزهر والجامعات وعبدالباسط عبدالصمد ، ومحمد صديق المنشاوي ، وعبدالحليم حافظ ، وعبدالوهاب ، وعبدالمطلب ، والملك فاروق والرئيس عبدالناصر ، وثورة ١٩١٩ و١٩٥٢ و٢٥ يناير و٣٠ يونيو ، وطه حسين ومحفوظ وخيري شلبي ومصطفى وعلي امين ، وهيكل ، ومحمود السعدني واحمد رجب والاهرام والاخبار والمصور وآخر ساعة وروز اليوسف ، وام كلثوم وعفاف ونجاة ووردة ، القصبجي وسيد مكاوي وسيد درويش والسنباطي وبليغ حمدي ، وأحمد شوقي وحافظ ابراهيم وامل دنقل وصلاح جاهين واحمد فؤاد نجم وعبدالرحمن الابنودي ، ونوال السعداوي ورضوى عاشور ولطيفة الزيات وسهير القلماوي ، ومصر العلماء والأطباء واسامة الباز  ومجدي يعقوب واحمد زويل .

مصر الارستقراطية والملكية ، الاصالة والتاريخ والحداثة ، بسطات الكتب و المكتبات العريقة ، الافلام والسينما والمسرح وعمالقة الفن :يوسف وهبي وامينة رزق وسناء جميل وفاتن حمامة ونادية لطفي وشادية وسعاد حسني وعمر الشريف وشكري سرحان  وجميل راتب وعبدالله غيث، مصر المحترفات والتشكيليين الكبار، والآثار والمساجد والمآذن الشامخة والكنائس الرائعة والاندية الكبيرة وما لايمكن عده او حصره ، فمن يملك ما تمتلكه مصر ؟ مصر فيها كل هذا وأكثر من هذا، ولذلك هي «أم الدنيا».
خالص الحب والتقدير للكاتبة المحبة لمصر الزميلة الصحفية  الاماراتيه عائشة سلطان٠